الخميس، 28 يونيو 2012

مولود الجنّة، فقط في سوريّا


في مثلِ هذا الوَقت من اللّيل، و أنتِ تمسكين بحرفِ أبجديّة هربت من ملوحة دمكِ
يتشبّث الشهداء كخيطُ ماء بملابسِك لا تدركين كنهه
ذلك الذي تلذع برودته...لتمسّ حريقاً ينشبُ بداخلك مع كلّ وجه يمر من أمامكِ
تبتلعينه  كما تبتلعه نشرة الأخبار
وتهرمون كليكما...وتتعفّن الدّهشة
و ضحكات مجنونة  للعالم خارج قوقعة رأسك الخالية إلا من الصّدى تأكل ما تبقّى منه
من أين تجمعين رياحاً تكفي لاهتزاز اوتارك بضع ثواني
علّ صوتاً يهزّ أكتاف هذه السّماء من الخدر
أولم تتكسّر أضلاعك و أنت تلمّينهم من الشّوارع ؟،من وسط عائلاتهم "
من بين رفاقهم ،في طريقهم لنيل رغيف خبز، من رحم أمهاتهم؟؟
أما استكفَيتِ شبقاً للخانات الثلاث التي تصنعينها بنزيف رحم هذا الوطن الذي يلد بضع مشوّه حرب
و يجهض على قارعة الطريق  الآلاف؟؟
يضجّ الشّهداء من الحديث
ومن صراخك المخنوق بالعجز
ويرحلون ..
وعليكِ انت حينها أن تخلي شيئا من التجويف ليستقبل حفيف جثث الليلة و هي تُجرّ إلى داخله
ويتفتّق خيط فجرِ عن كلّ هذا الليل
حينما أطلّ هذا الوجه
مولود الجنّة
فاجمعي رفاتك و انثريه على عهر هذه الدنيا
وقولي لهم بأنك من ضلع مدينة تصنع مواليد جنّة
و أعيدي الشّهداء ليكملوا النّشيد الذي يبتدا به ليلك
و ابتلّي بالدّهشة
لم يهزم الجفاف سمائك
فابتلّي...بهذه الدهشة تلدُ الجنة على أرضك
ابتلّي بأرضك ...بين حين وآخر
تصنع المعجزة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق