الثلاثاء، 19 يونيو 2012

تفجّعات..



وفي كلّ ليلة تفكّرين في ماهيّة الغياب الذي يسكنك ظلّاً يحترق فتيله كلّ صباح و لا يتماهى و لا يتجلّى عن شيء،
وتزدادين غيابا بحصادهم كلّ يوم
يزداد التجويف في راسك و تكبرين تكبرين كلما حلّ ليل آخر في وجهك أخاديد.
تتزاحم الوجوه على نافذتك كل مساء كلّما ارتعشت الشّموع التي تسكنك
يسأَلكِ هو:  أما سأمت عدّ الشهداء يا أرضا تهيّئ غفو الشّهداء على ترابها الغض قوافل
 هاربةً من الموتِ وحيدة
تخافين من أن يركض ورائك وجهُ شَهيدٍ لم ينخزك به صدرك في زحمة هذه الذّبحات فتصرخين :
يا أسماء الله اعصفي بي روحا تلاحقهم يوما و لا يلاحقونني .
ابتلعي هزيمتك الليلة يا ابنة أرضٍ تتضرّج بأجسادِ الرّجال
وتأرجحي على الحدّ الفاصل بين الانتحار و الجنون
خوفاً من كلّ هذه الوحدة التي تستريح إليك ليلاً و على ضفاف الفجر
تفكرين بكلّ ما فقدتيه منذ شارفتِ  حدودَ الشّمس
وببداهة الموت تدركين لا جدوى من فتق الجراحِ كلّما اعتصرتك جهنّم قلبك
لا يسعُكِ الآن إلا تجييشِها في البحث عن صوت يهرب بك من الموت هنا تحت انقاض الوحدة
إلى الموت الجماعيّ في شوارع بلادك
نعم ، تشظّينا و لكنهم لن يمرّوا على ذاكرتنا
و إن استطاعوا ذلك فليمرّوا قبل ذلك
على كل ما تلفظه هذه الرّوح من جثث
أولا
 يطلّ النّشيد ككلّ مساء
"سنَعبُر غداً
وسنخنق هذه الوحدة يوماً حينما نعلّق أنفاسنا على عنق صخرة وطن و نجهش بالبكاء
ليس هناك ما يكفي من النّسيان لتنساكِ كلّ هذه الرّعشات  يا ذاكرة لا تستريح إلا بعجزها على أن تكون مهزومةً للنسيان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق