الاثنين، 18 يونيو 2012

أرجوحة فجر ما بين موت و حياة


لو تُدرك فَقط رَكباً يُلَملِم زحامَ هذا الموت الذي ينتَصب لك على الفراش كلّ ليلة والذي تحمل في نفسك أملا بالتحاقه ذات فجرٍ
يطلّ الصبح على البلاد عذراء صامتة خاوية على عروشها فتحترم قدسيّة النّشيد الصباحيّ المتخثّر قهراً و تجلس بعيداً تلملمُ ذاكرةً متشظية حاولت ترقيعها بما بقي من دمكَ المنجّع بالخواء و الوحشة و صرخاتِ إنسان ّيطلع عليه فجر كفجرك مع فرق بسيطٍ و مفصلي..فجر يحمل السّياط بنصف موتً وحياة ما بين نصف شهيق و أقلّ من نصف زفير
ولا يستطيع أن يهمس عند طلعته: يا أمي..كوني معي
وتلاحقكَ عيونه وقد سيطر عليها كبرياء الظلام
ويتّكئ صوته وهو يصرخ: ياااا حنان جهنّم خذني إليك" على أبجدية وجعك التي تجرها ورائك
جثّة تشبهك إلى حد بعيد
بودّكَ أن تستريح قليلاً من ذاكرتك ولكنّ جراحك الفاغرة هذه رغم كل ما تحمله من يأس الانتصار إلا أنها تجعل منك مشكلةً وجودية في عجزِك عن النّسيان و السير قدماً كما يسيرون
تجعل منك إنساناً برغم ألف شظيّة تدق نواقيسها بداخلك
غير قابل للإنهزام للحياة التي تحاول جاهدة أن تشفيك ...
كما كأنكَ لم تكن يوما ...وجِدتَ اليوم جثّة على أعتاب فجر لم تستطع حتى غسل عار عجزها بما بقي من دمك ً
فصباح الخير يا وجهَ البلاد يا معتقلاً تلاحقني ولا أعرفك..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق