الأحد، 5 أغسطس 2012

حتى انعدامٍ آخر



وأنتِ تلفظين جثثك البالية من رأس حلقك كلّ فجر حين تشتدّ الحشرجة ، تتشبثين كقرويّة بخيط شمس يتأرجح على ثوب السّماء و تحاولين التماهي فيه ما استطعتِ حتى لا يفلح ذلك الوحش العقيم في ابتلاع النحيب بداخلك دون أن يسقط عليه ضوء فيفضح جريمته المعتادة
و تُهزمين ...و تَهرمين
هرمت يا غجريّة الزّمان بلا مكان
هرمت ...هرمت قصصك التي لا تنتهي \ استعاراتك التي تتقمصينها بغباء جميل .
نضج التفاح عند كلّ جرح في
معابرك و فتّق شرايينك
يا صبيّة الليل ، كبلادك
كم لزمك من العدم حتى تجمعي أشلائك و تبصقينها على قارعة هذه الحياة التي استحالت أضيقَ من حذاء ، كم لزمكَ من قوّة حتى تهجّي أبجدية وجودك ثانية بعد كل انعدام ؟
فكوني ثانية ككلّ فجر مولودة من رحم كل هذا الفصام
جماع الغيم و الوحش المعذّب و الليل و الغربة و هرولة الزمان و الدمع المبتور عند منتصف الطريق ،الحزن العتيق و القمح و الافواه المكممة و الشمع الذي يرتجف و الأكفان البيضاء و الأرض المخضبة بالصرخات
و زحام الموت الذي ينتصب كلّ ليلة ...
اجمعي خيباتك وجهاً عصيّا على التكهّن عصيّا على الرّسم
كوّنيها وجها عصيّا عن الموت .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق