الأحد، 5 أغسطس 2012

عملية بحثٍ باءت بالفشل



قَد يَحدُثُ من شدّة التّماهي أن تبحثَ تحتَ الأنقاضَ عن آخر ما تبقّى من الحيوان المهروسِ بداخلك حين تستحيل اللّغة المتخمّرة في جوف معدتكِ إلى وجعٍ مبحوح الصّراخ أبئَسَ من كلّ
اليُتمِ أعبَث من كلّ المصير ،أنتَ الآن لا تصِف يقدر ما توصَف ،
كلما شعرتَ بساعات انتقال الوجود الإنساني من ضفّة لأخرى

حيٌّ تماما
أو ميتٌ تماما..و مع كلّ هرولة لعداد الموت امامك تبتعد المسافة بين الضفتين
و تكمّمُ اللغة أكثر..
يا أيّها الثّمل بالمراثي التي تعانقك كما يعانق الدّخان سماء بلادك .. تحيّرت المدافع التي تسكنُك..أيّ مُتجه تقصفِ و قد أحرقت كلّ موضعٍ في جسدُك ؟
في أي ثقب ستزرع طلقاتها و قد تخردقت أجزاؤك جميعها و استحلّ صدى الوحشة
هذا الكهف الذي تجرّه كلّ يوم ورائك ؟
أردت -قبلَ الرّحيل - أن تسخر من الحياة بابتسامة وجهٍ تعشّق القهر و العجز و المرارة والغربة و البؤس العتيق والدّمع المبتور في منصف الطريق، و ولكنّ ملامحك سقطت بيدٍ خاطفة فحرّكت كل البيادق كلّ الثكنات كل المدافع
تزامناً مع اعلان هذه الأرض حاجتها الماسة للقتلى
غمست السكين بالألم الذي نزفته خاصرتك كل هذا الوقت و حفرت على جبهتك : خطواته إلى ضفة الغياب كانت أقرب "
ايا روحا بداخلها تتكسّر الظلال كلّ يوم أكثر ...
حتى أضحيت تعدّ شاهد عمرك المسروق
ضعت في الزحام الذي اكتسحه الموت
فرحمة الله عليك...رحمة الله على ما تبقى من الرّوح منك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق