الجمعة، 16 مايو 2014

هذا حضورك فيي ، وهذا انتحار اللغة



كيف يمكن أن يُمدّد القلبُ و يتصّل بعيداً عن الزمان ، قريبا قريبا من مبعث الوحي الكثيف هذا الذي يحركه بيدين بعيدتين ؟ أن يَبتلع كل هذه الخوف المتربص بظلال الموت و المسافة ورائحة البارود ، ومن صدعٍ في السماء يكبر كلما ناحت البلاد و أدركتني بعيداً بعيداً عنك ؟
كيف يمكن أن تضيء لي الأشياء هذا الارتياب الأسود من كل شيء لا يَشي أو يدلُّ عليك؟
تخونني الأبجديه كلما باغتّني ، وظلّلت حصاركَ في ذهني
وكلما حاولت أن أمدّد المعنى حولك رغبة بإيقاف وجودك المتسمّر هذا لحظة ،علّني أفيه بهاءه تامّا ،كاملا .
أعترف بأني أكلتُ رسائل كثيرة كنت قد ملأتها فيكَ و عُدْت ودبَجتُ هوامشها حتى لا أدع فيها بياضاً يدّعي خفة لوجودك ، ملأتُها و ضقت بها وابتلعتها حينما عجزت أن تحمل اختلاجاتي إليك بكل المجاز وبكل قصوره.
أعترف بأن المسافة حقيقة ، و باردة .واللغة علاماتٍ وكلماتٍ فارغة ،جوفاء لم تخلق لاعتصارالمبهم والحرائق ،
وأنك أنتَ أنتَ الأَثير المتّقد أراكَ ،و تُعتصر من داخلي وتتدفق فلا تنقطع أو تبرد، وأنني العاجزة أنا الفقيرة لا أملك إلا أن أصلّي لأحيط بكل هذا اللانهائي المُحال فيك..ذلك القريب القريب المتلألئ دوما ، قاهراً المسافة وكل الغياب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق