السبت، 17 مايو 2014

لا ليل أثقل من ساكنيه

كيف عليّ يا صديقة أن أصف لك تهشُّم وجه القمر الليلة في يديّ حينما اعتصرته وقد نضَج جسدي بأساه ،ولم أستطع احتماله؟ كيف أستطيع أن أنتحب عاليا فيصلك 
ِ في كل هذا الظلام عبءُ هذا القلب المترَح بالفقد ؟ كيف أستطيع أن أخيط الجرح وأنت تنظرين دون أن أفتحه على وسعه كل مرة؟
كيف أستطيع يا صديقة أن أغني لك عمرا طويلا راهنت على استعادة عافيتي منه ، وانتصر بي و واراني في سجلّه ؟
لم تنادي هذه الوحدة أحداً لهذا الليل الطويل فيشاركني بؤساً مثقوبا مني ، هذا الغياب المصنوع مني
لا أحد يا صديقة فآوي إليه من غربة استشرت فيّ ونبتت كيفما اتفق ، تنتظر أقل الأوقات ترقبا لتنفجر فيّ نيازكُ من ضياء و دم منثور
لا أحد لأبتكر على أكتافه أعيادا من رحم هذا الحزن، من جهته الأبعد .
أنا هشّة يا صديقتي بما يكفي لأن تجرحني فراشة مرّت بهذا القلب فاحترقت ، انا هشّة بما يكفي لأن يقطع الظل خواصري ، راقصاً
أنا يا صديقة لا أحد ، في هذا الليل المسفوح المخذول المرابط على ما بقي مني
أنا لا أحد، فكيف علي أحمل عبء كل هذا التمزق والتشظي المكتمل تماما فيّ ، والمفترس لكل ما يدنو مني ؟

لا ليل أثقل من ساكنيه ، لا سماء لنهيم على وجوهنا فيها
ولا حناناً
ولا حناناً واسعا ، عاليا ليُلَملِمنا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق