الأحد، 25 مايو 2014


http://soundcloud.com/banan-syria/q6h4mvteb3nc

زائري هذا الصباح كان واقفاً في الذاكرة كما مضى ، ممسكا المسبحة في كفيه كما يفعل دوما ليستدرج الغيم. كان الليل ، وكان أسوداً كالرحيل جافّا يحاول البلل من صمته الطويل أمامي، مشيتُ نحوه علّني أنجو من دمع ثقيل ركد في صدري، فعَبَرتُه إذ نادى : أما زلتِ تهجسين بي ؟وأنا الذي لم أعش عمراً كافياً لأعرف وقْع خُضرتي بداخلكِ ، أو ما ستمنحينه لاسمي من لهفتكِ ؟ "
متّ يا جدي في يوم باهت قد ابتلع ضوءه في داخله من أثر تحديقك ، وغسلناك بالذاكرة الهامِسة . ها أنت اليوم ترتاح في أمس بعيد عنا ،يدنو بقربك كل مساء، وحدكَ
وحدك
تاركاً أبواب قبرك مشرَعة لتوافي من تحب في المنامات الغائمة بك
لا سقف لذاكرة تحاول الاعتياد على رحيلك ، وأنا وحيدة هذا الصباح من بعدك أردد دونما معنى صمتك الجليل ، وقد حفّ القلب غيابكَ المتهدّج فينا نايات
ليتني أدركت كم سنة ستمر قبل أن يصفّر الريح في نثارك ، كم سأسصعد في انتظاري وانتظار أقاصيصك
كم دعاء سنرسله إليك على ما بقي منك فوق ، فوق
كم سنطلّ على الفجر مرتعشين من صورتك الضائعة في حطامنا ؟
لم أعد من طوفانك يا جدي ككل من عادوا
لا اسم كامل لي ولا طيف يحميني من كل هذا الهباء بعدك
وأشعر أنني وحدي .
أما زلت بقربي؟
أنا ... لا أراك . يا أنت
يا حارس الصمت الجليل
أنا لا أراك!

21\5\2014
خمس أشهر على اغتسالنا بطيفك الثقيل
الثقيل . ولا ظلّ للفجر من بعدك .


هناك تعليقان (2):