الخميس، 19 يونيو 2014

حزيران مطفأ العينين

ها هي لحظتك المرتقبة سيدتي ، نديانة كهذا المساء الذي يغسل الحنين بوحشته
وَعْثاءُ كوجه المدينة

كان الطريق يديرُ لك لحناً مشتبكاً بالموت كان المليء بالنبض المكبوت ، كان الطريق ينتظر هذه اللحظة ليذروَ على وجهك دقيق َلهيبه ،من شمسه و قد أطفأت عينيها فيك ، وهطلت في قلبك ثقباً ثقباً
ممدودة كالنداء السحيق مصلوبة 
كالراية ، مباحة 
سيدتي ، ظلّك؟
انقطع الظل منك ، وتركت لعراءِ النهار، يلقم صدرك من دمك 
يد منك تضغط على ثقب الجرح و يد تسحب من تحتك بساطك الأخير فتسقط الأشياء مهزومة كعينيك .
قلبك الصغير الصغير 
قلبك الثقيل ككف الموت ، الثقيل. 
"زمنٌ يا سيدتي فيك يتقاطع و أنت اخترت أن تذهبي في الطريق الذي يتراجع "
والآن و أنت على مقربة من نفسك ، لا شيء بقي ليفصل بينك و بينك 
ووجه ما ، وجه لا حزين ولا فرح، ينبشُ فيك باطنك الذي لم تكتشفيه قبل هذا فيعكس جروحك مرئية بين مقلتيك ، تمضين رأسك بين كتفيك لا تلوين على شيء إلا أن تضعي مصيرَك حيث وجدتيه أول مرة و إن خذلكِ ، وحدك
لا خلفك و لا أمامك، هو ذا يرفرف فوقك ، يظلّلُك ..تسيرين فيه مكتملة الظل كنبضة وجدت الطريق أخيرا نحو هاويتها / رصاصتها . مخلفة ندبتها على جبين هذا الليل الذي لاقيت منه ..ما كفى ! 

"آه كم كنت كما كنا نرش النور 
وتهدجنا غناء 
تهدجنا بكاء 
ثم لم نلق من كل هذا ، إلا باباً بخيلاً"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق