ها هي لحظتك المرتقبة سيدتي ، نديانة كهذا المساء الذي يغسل الحنين بوحشته
وَعْثاءُ كوجه المدينة
كان الطريق يديرُ لك لحناً مشتبكاً بالموت كان المليء بالنبض المكبوت ، كان الطريق ينتظر هذه اللحظة ليذروَ على وجهك دقيق َلهيبه ،من شمسه و قد أطفأت عينيها فيك ، وهطلت في قلبك ثقباً ثقباً
ممدودة كالنداء السحيق مصلوبة
كالراية ، مباحة
سيدتي ، ظلّك؟
انقطع الظل منك ، وتركت لعراءِ النهار، يلقم صدرك من دمك
يد منك تضغط على ثقب الجرح و يد تسحب من تحتك بساطك الأخير فتسقط الأشياء مهزومة كعينيك .
قلبك الصغير الصغير
قلبك الثقيل ككف الموت ، الثقيل.
"زمنٌ يا سيدتي فيك يتقاطع و أنت اخترت أن تذهبي في الطريق الذي يتراجع "
والآن و أنت على مقربة من نفسك ، لا شيء بقي ليفصل بينك و بينك
ووجه ما ، وجه لا حزين ولا فرح، ينبشُ فيك باطنك الذي لم تكتشفيه قبل هذا فيعكس جروحك مرئية بين مقلتيك ، تمضين رأسك بين كتفيك لا تلوين على شيء إلا أن تضعي مصيرَك حيث وجدتيه أول مرة و إن خذلكِ ، وحدك
لا خلفك و لا أمامك، هو ذا يرفرف فوقك ، يظلّلُك ..تسيرين فيه مكتملة الظل كنبضة وجدت الطريق أخيرا نحو هاويتها / رصاصتها . مخلفة ندبتها على جبين هذا الليل الذي لاقيت منه ..ما كفى !
"آه كم كنت كما كنا نرش النور
وتهدجنا غناء
تهدجنا بكاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق