الثلاثاء، 15 يوليو 2014

ذاكرة

إن أبسط الأشياء يمكن أن تقتلك سعادة ، و أن تتحول إلى ذكرى تولد حلاوة لا تثير فيك إلا الأسى .مثلما كان خوفك حاضرا دائما كهاجس ، أو كاحتمال في أعماق الوعي ،حين نسيت أن العالم بوسعه أن يكون سخيا معك ،باغتك و كان .
حتى استطاع الفجر جعلك منيعا على المآخذ و الصعاب كلها
إن أكثر ما يجترحنا في الأمل أن نتآلف معه حتى نصل حافته قبل أوانها ، فتتكسر ذاتنا في أعماقنا وتنتبذ تماما من الدائرة التي يمكن للحياة أن تكون أليفة معها .
سيكون هذا الحدس منقذك و برّك في الآتي ، أن تحدس بكل سهولة فيما سيأتي بأن أعظم حالات الأمل يمكن أن تولد فيك أعمق حالات التعاسة و الوحدة من جديد . وستستطيع أن تبرر ذلك بأن جعلنا وحيدين هكذا هي أحد طرق الله في أن يقودنا إلى نفسنا أكثر ، أن تغوص أكثر في هذا الخواء الساكن ، هذا الأثير الموحش من جديد، هذا التيار الجواني الذي يُهمل في أقصى درجات الغرق و الألفة مع هذه الحياة الغريبة ، حين رسمَت لها فيك صورا ودودة و مدهشة ، وباغتتك بأبديتها المشوهة .
لا شيء سيقف في وجه يأس يجرفك ، لا شيء سيستطيع أن يقنعك من جديد بأنه كان بالإمكان الاستناد على إيمانك بالآتي قليلا ، أن لا تنتحر قبل أن تعطي فرصة للمبنى بأن ينهار وحده .
هذا الأمل حين ينكسر تماما عند أول حافة ، لن يمضي فيك من جديد إلا عارجاً متكِّئا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق