الخميس، 19 ديسمبر 2013

عن العاصفة ، و قلقنا


بعد أربع أيام و أكثر للعاصفة ، تلك الموجة التي اجتاحت الشعب فرحاً في البداية ، ثم ما لبثت أن وضعتهم وجهاً لوجه أمام الكثير من التباسات الضيق و الخوف والشعور بالعجز ، بحيث استطاعت أن تجمع نثار النفس البشرية الضعيفة أمامنا في أنوية صغيرة تواجدت تحت كل سقف ، أو حتى من هم بلا سقف ، لنواجه سوياً سيطرة الطبيعة على أحوالنا و مزاجنا و حتى على شجاعتنا ، و نراقب تحولنا بعد أيام قليلة إلى مجموعات بشرية تحاول التأقلم مع وضع حياتي شديد المفاجأة استبعدناه طويلاً عن دائرتنا.

فلنعترف بأن كان لهذه الموجة من أثر للتغول داخل كل نفس منّا ما كان ، تحديداً في اليوم الثالث المخيف لها بعد أن وعينا لكل الإنهيارات و الكوارث الحاصلة ، ولبثنا ننظر إلى النوافذ متسائلين ما تراه يحصل غداً ؟ وهل سنجد خيراً كافياً لاحتمال هذه المحنة؟

لقد خلقت فينا هذه الأيام حاجة للبحث المتواصل عن ذاتنا الجمعية والفردية ، لنفكر كيف نتصرف بهذه الذات و لنوقن كم هي ضعيفة أمام صيغ الحياة و الطبيعة المبهمة.
وبذلك ندرك بأن أعتى و أصلب مبادئنا الإنسانية تخضع لاحتمالية انهيارها أمام أي خلل بسيط في الطبيعة حولنا ، ما يحيلها لشيء هش سهل الكسر أو الإنفجار ، ولهذا يستوجب علينا قياس ذلك على عوالم أكبر ، ما يحصل في مجتمعات بشرية خلقت طارئة ، كالمخيمات و المدن الناجية من الكوارث و حتى تلك التي لم تنج بعد ،
ولنتأمل كيف تصنع هذه الكوارث وكل تواطئات الطبيعة والزمن المجهول معها ، من النفس البشرية هذه مزيجاً من الشخصيات الآخذة في التعقيد حتى منتهاه . لأنها تعرّيها تماماً و تواجهها مع هذا العالم الذي يحتمل في أي لحظة تحوله إلى غابة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق