الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012


أصبحَ من العبثيّة اليومِ عادة المرثيّة لكل صاعد نحو الحلم ، مقترب من الأرض ...كلما اقتربت من الجهاز لأكتب شيئاً اندحرت اللغة أمام عجز يخرخر داخل الصدر كالنّشيج ، عجز عن أنا أقول كلّ الأشياء التافهة التي تدور في رأسي ..
ولكني اليوم سأكتب دونما تفكير و سأكسّر جمود اللغة و حدودها لأمارس شيئا من هذه العبثية على طريقتي 

أتذكّرنا جيدا حين لم نكن سوى اسما كسرت الثورة الحدود لايصالنا لأبجديتنا التي تشبهن
ا إلى حدّ بعيد ، بانكسارها و بتعقيدها ، و ببساطتها حين لا يجدي صف الأحرف ...
كانوا قريبين من أبعد نقطة في العالم ، مثخنة جراح اأجسادنا بالجنون و الجنون و الجنون
 
في السياق المشوّه التقينا
 
و في كل هذا البشاعة المركّبة كان عهدنا الضمني برغم كل المسافات :لن نشوّه
 
إلى كل من التفت قبل أن يتوارى في زحام القذائف و الدخان ، وإلى كل من اعتدنا تفاصيلهم كل يوم
 
ولبسوا الكفافي و مشوا ....
لا تتشوّهوا أرجوكم،

و إلى كل من يجلس وراء هذه الشاشة ينتظر صناعة بطل منهم ، او مرثية
لا تحمّلهم بشاعة فوق البشاعة

أصدقائي...جميعكم
 
على رصيف الوطن ، او على أي رصيف آخر ...يا من صنعتنا وجوه الشهداء و الغيم المنتظر و الوحش المعذّب و الليل و الغربة و هرولة الزمان و الدمع المبتور عند منتصف الطريق ،الحزن العتيق و القمح و الافواه المكممة و الشمع الذي يرتجف و الأكفان البيضاء و الأرض المخضبة بالصرخات
و زحام الموت الذي كان ينتصب لنا كلّ ليلة،
 
لن نتشوّه
 
و إلى الصاعدين الصاعدين ،
 
بأمان الله ...بأمان الله و رعايته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق